مراجعة فيلم : رجل يدعى نون

From The Spaghetti Western Database
Revision as of 20:28, 24 September 2019 by Admin (talk | contribs) (Created page with "File:Noon1.jpg يعتبر فيلم " رجل يدعى نون " واحد من أكثر أفلام الغرب الإسباجيتى غموضاً و إثارة، فمن الص...")
(diff) ← Older revision | Latest revision (diff) | Newer revision → (diff)
Jump to: navigation, search

Noon1.jpg

يعتبر فيلم " رجل يدعى نون " واحد من أكثر أفلام الغرب الإسباجيتى غموضاً و إثارة، فمن الصعب للغاية توقع أحداثه أو حتى محاولة التنبأ بها، فمن بداية الفيلم الأجواء قاتمة و تسير الأحداث على طريقة الهدوء الذى يسبق العاصفة فى مدينة أقرب إلى مدن الأشباح، حيث يتواجد " ريتشارد كرينا " داخل أحد الفنادق و من ثم يتعرض إلى إطلاق نار من أجل القضاء على حياته، يسقط و يفقد الذاكرة و لكن بطريقة ما، يستطيع النجاة بحياته بمساعدة خارج على القانون يدعى ريمس " ستيفن بويد "، و الذى بدوره يصطحبه فى رحلة مجهولة هى الأخرى, و من خلالها يبدأ " كرينا " فى ترتيب الأحداث التى أدت إلى إطلاق النار عليه، و بالصدفة يكتشف أن لديه موهبة أستثنائية فى أستعمال المسدس، و مع خوف الناس منه، يعتقد أنه الرجل الغامض و القاتل المأجور الذى يدعى " روبل نون ", و هو قاتل لا يرحم، و لكن على عكس الجميع، هناك امرأة تدعى فان " روزانا شيافينو " و هى صاحبة مزرعة، تقوم بدعوة " كرينا " إلى مزرعتها من أجل التعافى من جروحه، و هى فى قرارة نفسها تعتقد إنه ليس مجرماً .

Noon2.jpg

" رجل يدعى نون " يعتبر من الأفلام التى أختلط بها الغرب الإسباجيتى و الغرب الأقرب إلى هوليوود معاً، فأنا لا أعتبره غرباً إسباجيتياً خالصاً، صحيح أن الفيلم تم تصويره فى إسبانيا و لكن القصة جاءت مقتبسة عن رواية تحمل نفس الأسم للكاتب الأمريكى المعروف " لويس لامور ", و لكن المشكلة ليست هنا، المشكلة التى أدت إلى أبتعاد الفيلم عن محتوى الإسباجيتى المتعارف عليه، هو أن الفيلم من إخراج بريطانى و إنتاج بريطانى أيضاً، فالفيلم من إخراج " بيتر كولينسون " و هو مخرج ليس له خبرة سابقة فى هذا النوع من أفلام الغرب، و الإنتاج كان لـ " إيوان لويد " و هو منتج إنجليزى، قام بإنتاج ثلاثة أفلام غرب فى إسبانيا، جميعها مقتبسة عن روايات " لويس لامور " و بالطبع كان " رجل يدعى نون " واحداً من هذه الأفلام الثلاثة، أما عن الفيلمين الأثنين فكانا كالأتى، الأول " شالاكو " و هو من إنتاج 1968م و من بطولة " شون كونرى " و " بريجيت باردو "، و الثانى " كاتلو " و هو من إنتاج 1971م و من بطولة " يول براينر " و " ريتشارد كرينا "، أعتقد الأن جميعنا يعلم لماذا بدا فيلم مختلفاً، فالخليط الأمريكى البريطانى فى ثوب الإسباجيتى لا يأتى بثماره غالباً، و بالتالى جاء الفيلم مخيباً لأمال عشاق الغرب الإسباجيتى، فالفيلم بعيد كل البعد عن النكهة الإيطالية التى وضع أساسها " سيرجيو ليون " و " سيرجيو كوربوتشى " و باقى عمالقة الإخراج فى هذا النوع من الأفلام .

Noon3.jpg

فى الحقيقة ظهر الفيلم بطريقة غير متناسقة و مربكة فى الكثير من الأحيان, فأقل ما يُقال هو أن الفيلم من نوع الإثارة و الغموض و قد جاء إلينا متنكراً فى ثوب فيلم إسباجيتى، فقد بدا الفيلم غريباً حقاً منذ لحظاته الأولى و كأن المخرج لا يعلم أى نوع من الأفلام يريد أن يقدم, فقد حاول إضفاء عنصر الفخامة و الأناقة على الفيلم، و قد أتضح هذا من خلال أختيار زوايا منخفضة للتصوير و أخرى بعيدة عن الممثلين، ناهيك عن مشهد ظهور " كرينا " من بين بيادق الشطرنج، و مشاهد أخرى من خلف موانع كالصخور و الأشجار و الأبواب التى تفتح و تغلق و غيرها، فالأمر على هذا النمط طوال الفيلم تقريباً، من الجدير بالذكر كلما تذكرت الفيلم تبادر إلى ذهنى شكل السماء، فى الحقيقة لا أعلم لماذا و لكن هذا يحدث بالفعل، لا يلومنى أحد على ذلك فالمخرج " بيتر كولينسون " و المصور " جوزيه كابريرا " هما السبب .

من ناحية أخرى الفيلم بدا مثيراً و مشوقاً، رجلاً مجهولاً فقد ذاكرته و مُطارد من قبل أشخاص لا يعرف من هم، و يخوض رحلته مع رفيق غامض، و لكن مع مرور الأحداث يبدأ الفيلم فى فقدان عنصر الإثارة هذا، فالقصة معقدة و الحوار غامض و من الصعب فهم الكثير من أحداثه من مشاهدته لأول مرة, أكاد أجزم أن عليك مشاهدته مرة أخرى من أجل تجميع ما فاتك فى المرة الأولى، فهذا حال أغلب القصص الغامضة عندما ترتدى ثوب أفلام الغرب .

من الأمور التى تعجبت منها فى الفيلم، هو شخصية المجرم " بين جانيش ", الرجل الذى أطلق النار على " كرينا " فى بداية الفيلم و الذى أنتظرت أن يكون شخصية رئيسية و عدواً رئيسياً لا يستهان به من كثرة ما سمعت أسمه خلال حوار الفيلم، و لكن مع مرور الأحداث لا تجد أى بريق لهذه الشخصية التى مهدوا لظهورها أو مواجهتها مع " كرينا "، بل حتى مواجهة الرجلين معاً لم تكن بذلك القدر من الإثارة، فقط شخصية يُمهد لظهورها فى بدايات الفيلم و فى النهاية تظهر بلا أى بريق, فما الفكرة ؟

Noon4.jpg

لا يمكننى أن أجزم بأن الفيلم سيئاً، فأنا عن نفسى قد أستمتعت بمشاهدته و متابعة " كرينا " أحد أكثر الممثلين المفضلين لدي, بالرغم من هجومى العنيف على الفيلم, فأنا أعترف بأن قصة " رجل يدعى نون " مثيرة للفضول، فهى تتحدث عن رجل فقد الذاكرة منذ بداية الأحداث و يتقابل مع أشخاص لا يعلم من هم و من المفترض أن بعضهم يعرفونه، بل و يجد خلافات تصل إلى القتل و أن عليه الوثوق بصديق مجرم لا يعرفه، فقط لأنه ساعده على الفرار من يد مطارديه, أعتقد الآن فهمتم لماذا الفيلم مثيراً للفضول بالنسبة إلي، حتى و إن لم يرتقى الفيلم إخراجياً لطرح هذه القصة المعقدة، يبقى من وجهة نظرى جديراً بالمشاهدة .


This review of A Man Called Noon was written by صهيب ابو النجا‎ (Sohaib Abo El-Naga).

Cookies help us deliver our services. By using our services, you agree to our use of cookies.